أذكر هاته الصورة جيدا . التقطتها ليلة التي توكلنا على
الله أنا و بعض من أصدقائي على الهجرة الغير الشرعية.
أو ما يسمى بقوارب الموت
كان هناك خوف يسري في جسمنا من شدة الخوف . نعم إنه الخوف من الموت. أو من البحر . لكن
صدقوني أن تسلم نفسك . لتضعها بين الحياة أو الموت ليس سهلا . هل تعلمون أنني ركبت قوارب الموت مرتين لكن لم نستطع الوصول إلى الضفة الأخرى أو كما يسمونها "الجزيرة الخضراء " .في المرة الأولى وقعت لنا مشكلة بعد انطلاقنا إذ تعرض القارب المطاطي إلى ثقب و اضطررنا إلى العودة. و كان هناك عدد كثير من المهاجرين . 51 مهاجر من بينهم 4 فتيات لم يبلغن 17 سنة . نعم اتذكر دموعهم أتذكر صياحهم عند لاحظوا أن القارب تعرض لثقب .
أما في المرة الثانية فكنا 25 شخص . كانت الإنطلاقة في 12 ليلا . وكان الجو بارد . في شهر 11 . توكلنا على الله و إنطلق بنا القارب . بعد مرور ساعتين كنا في وسط البحر . كان البحر هادئ جدا لم تكن هناك أمواج . كنت أرى في وجوه الراكبين ملامح تدل على الفرحة لأننا قطعنا كل تلك المسافة بدون أية عواقب . كان يلزمنا ساعة و نكون قد وصلنا المياه الدولية . لكن في تلك اللحظة سمعنا صوت محرك كبير يقترب إلينا. لا يوجد ضوء و لا نعلم من أي اتجاه هو يتقدم إلينا . ياالاهي إنه قارب البحرية . نعم البحرية التي يخشاها كل مهاجر سري . فجأة أصبح لذلك الصوت ضوء و بدأ يفحص المكان . كنا قد اوقفنا تشغيل المحرك لقاربنا . كنا نرجوا أن لا يروننا . لكن للأسف اكتشفونا بالردار . تم إلقاء القبض علينا و تم ارجاعنا إلى المغرب .
و إنتهى حلم الوصول إلى أوروبا
